الاقتصاد المختلط هو أيديولوجية سياسية تجمع بين عناصر الرأسمالية والاشتراكية. يشتمل هذا النوع من الاقتصاد على مزيج من الملكية الخاصة والعامة للشركات والصناعات، حيث يلعب التخطيط السوقي والاقتصادي أدوارًا في تخصيص الموارد. الهدف من الاقتصاد المختلط هو تحقيق التوازن بين فوائد نظام السوق وأهداف الرعاية الاجتماعية لتدخل الدولة.
ظهر مفهوم الاقتصاد المختلط في القرن العشرين عندما سعت الدول إلى تحقيق التوازن بين كفاءة المنافسة في السوق وأهداف العدالة الاجتماعية للاشتراكية. وكانت الفكرة هي الاستفادة من مزايا كلا النظامين مع التخفيف من عيوبهما. وفي الاقتصاد المختلط، يتمتع القطاع الخاص عادة بالحرية في إدارة الأعمال والسعي لتحقيق الربح، ولكنه يعمل جنبا إلى جنب مع القطاع العام الذي يستطيع التدخل لتصحيح إخفاقات السوق، وتوفير المنافع العامة، وضمان الحد الأدنى من مستوى المعيشة.
إن تاريخ الاقتصاد المختلط معقد ومتنوع، حيث تم تبنيه وتكييفه بطرق مختلفة حول العالم. في أعقاب الكساد الكبير والحرب العالمية الثانية، تحركت العديد من الديمقراطيات الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية، نحو نموذج الاقتصاد المختلط. لقد فعلوا ذلك لمنع عدم الاستقرار الاقتصادي وعدم المساواة الاجتماعية التي ساهمت في هذه الأزمات.
وفي هذه البلدان، اضطلعت الدولة بدور أكبر في الاقتصاد، وتنظيم الأعمال، وتوفير الخدمات الاجتماعية، وفي بعض الحالات، تأميم الصناعات الرئيسية. وفي الوقت نفسه، حافظت هذه البلدان على قطاع خاص قوي، حيث أدت المنافسة في السوق إلى دفع النمو الاقتصادي والإبداع. وكثيراً ما ارتبط هذا النهج بالنظريات الاقتصادية لجون ماينارد كينز، الذي دعا إلى التدخل الحكومي لتخفيف دورات الازدهار والكساد التي تمر بها الرأسمالية.
وفي الوقت نفسه، في العديد من البلدان النامية، تم اعتماد الاقتصادات المختلطة كوسيلة لإدارة الانتقال من الحكم الاستعماري إلى الاستقلال. وكان لهذه البلدان في كثير من الأحيان مزيج من القطاعات الاقتصادية التقليدية والحديثة، ولعبت الدولة دورا رئيسيا في تعزيز التصنيع والتنمية الاقتصادية.
في العقود الأخيرة، كان التوازن بين القطاعين العام والخاص في الاقتصادات المختلطة موضوعا للمناقشة والتعديل المستمر. اتبعت بعض البلدان سياسات إلغاء القيود التنظيمية والخصخصة، مما أدى إلى تقليص دور الدولة في الاقتصاد. وقامت بلدان أخرى بتوسيع نطاق الخدمات العامة وزيادة التنظيم استجابة لعدم المساواة الاقتصادية والتحديات البيئية. وعلى الرغم من هذه الاختلافات، يظل الاقتصاد المختلط نموذجًا معتمدًا على نطاق واسع، مما يعكس مرونته وقدرته على التكيف مع السياقات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة.
ما مدى تشابه معتقداتك السياسية مع القضايا Mixed Economy ؟ خذ الاختبار السياسي لمعرفة ذلك.